تعرضت تدمر منذ مدة لغزوة بربرية في وقت قياسي، وتردد صدى الخبر في أنحاء سوريا والعالم لأن تدمر تتمتع بشهرة خاصة كونها رمزاً ثقافياً وحضارياً، ونظراً لموقعها الجغرافي الذي جعل منها في الأزمنة القديمة محطة لطرق القوافل بين سوريا وبلاد ما بين النهرين، ولتاريخها العريق المتداخل مع تواريخ متجاوزة للحدود المحلية، ونظراً لثرواتها المعدنية والنفطية ولموقعها الحساس في الصراع الحالي. إلا أننا يجب ألا نركز على تدمر وننسى غيرها، فهي لا تختلف كثيراً عن المدن السورية الأخرى، ومسكونة بالبشر كالرقة ودير الزور والبوكمال وحلب ودرعا والسويداء ودمشق وحمص والسلمية، ورغم أن آثارها ظاهرة، وتحظى بشهرة عالمية، وتاريخها موثّق بغزارة فإن للمدن الأخرى تاريخها وآثارها أيضاً سواء منها الظاهرة أو المدفونة التي لم يُنقَّب عنها بعد.
تشير كلمة تدمر إلى تراث عظيم ضارب في القدم تشهد عليه آثارٌ ما تزال صامدة في وجه الزمن، كما تشير إلى سجن سيء الصيت من رموز الخط الأحادي في السياسة والإيديولوجيا. وكانت كلمة تدمر مخيفة لكثير من السوريين لارتباط اسمها بهذا السجن الذي أصّل القمع والتدجين والقتل وإخماد الأصوات وتصنيع الوحشية وإنتاج التطرف، ولا شك أن بعض غزاة تدمر الجدد تربّوا في هذا السجن وفي سجون عربية أخرى مشابهة، ورضعوا حليب الجهاد منذ طفولتهم في الأجواء التي عاشوا فيها، بعيداً عن النوافذ المفتوحة المشرعة على الأفق، داخل كابوس القمع والفقر والحرمان والتهميش وضحية للسياسات المحلية والإقليمية والدولية التي أنشأت بيئة لنموّ ما يزحف الآن مهدِّداً بلدان الشرق كلها.
يغزو التنظيم بقوة وينتصر، يفرض سحره جاذباً المتطوعين العابرين للسجون والمنافي والبطالة والهوامش وبيوت الصفيح و"المخابر الأمنية"، والفراغ الوجودي والحدود، من الغرب والشرق، يبيع النفط مؤمّناً القنوات، ويتاجر، يبيع منتجاته، يسوّق مجلته “دابق” من خلال “أمازون”، يقبض الأموال كما يقبض الأرواح بسهولة شديدة قاطعاً الرؤوس في الساحات العامة وصالباً الجثث، ومحاكياً نظام بيونغ يانغ بإعدام معارضيه بالقذائف، ولا نعرف كيف كلما قُصف ازداد قوة وتمدداً، وكلما شُنت عليه الغارات خرج سالماً، تنسحب الجيوش أمامه مذعورة كما لو أنه هولاكو ما بعد حداثوي. علامات استفهام كثيرة تتراقص في الأفق.
وها قد احتل أتباع التنظيم تدمر، ولكن ما الذي كان في تدمر قبلهم؟
كانت تدمر مدينةً في ما مضى، تباهت بعمرانها وفنونها، أما تدمر الحالية فهي أدنى من مدينة، ولم تشتهر إلا بسجنها وفرع باديتها وأسماء حامياتها ومخافرها. لم نسمع عن وجود مركز ثقافي فيها، ذاع صيته، أو عن جامعة أو مركز أبحاث أو مكتبة عامة، لم نسمع إلا بقصر الشيخة موزة الذي شُيِّد كي يفضح ما حوله، ولم نر فن عمارة حديثاً، ولا نهضة تجارية، في مدينة، كانت في الأزمنة الغابرة واحة مضيئة ومحطة فائقة الجمال على طريق الحرير، في القلب السوري.
أليست الثقافة والتمدن الآن في تدمر أدنى من الآثار التي تقول لنا إن ثقافة عظيمة ضربت جذورها في هذه الأرض؟ ألا يقول لنا بعلشمين وبعل ونبو والمسرح الروماني ووادي القبور ومعابد الآلهة والتماثيل إن نظرة إلى الوجود، عميقة، كانت مترسخة هنا، وإن البشر ازدهروا ثقافياً وتجارياً وعمرانياً؟ لكن لماذا لم تُعرف تدمر الحديثة إلا بأسماء سجنها وفرعها وأجهزتها؟ هل اعتُنيَ فيها بالثقافة والتمدّن؟ هل صُرفَ على سكانها بما يكفي كي يعيشوا حياة حرة وكريمة؟ أم ماذا؟ وبالتالي، هل سيكون مفاجئاً عثور داعش على حاضنة فيها؟
ربما لن يتوقف الغزو في تدمر، لأن القتلة سيبحثون عن طرق جديدة للوصول إلى مدن أخرى، وهاهم الآن يسيطرون على ٥٠٪ من الأراضي السورية، ولا شك أن الغزاة سيدمرون الآثار، أو ربما سيقومون بتمثيل تدميرها على الشاشات، من أجل تأمين غطاء مناسب لتهريب ما يحصلون عليه منها وبيعه في السوق السوداء لتوظيف ريعه في تمويل غزواتهم. وإذا ما دمّر الداعشيون ما لا يستطيعون بيعه فهذا طبيعي، لأن الآثار بالنسبة لهم أصنام، وهم يكفّرون تجليات التمدن والحضارة، لأنهم لا يملكون مثقال ذرة منها، لأنهم بداوة غازية مسلحة “بالذبح جيناكم”، وليس لديهم ما يقدمونه سوى قطع الرؤوس وسبي النساء، بل إن هؤلاء القتلة الجدد، قتلة ما بعد الحداثة، يعاودون إنتاج التسلط والخط الأحادي بطريقة إجرامية قائمة على الترويع والتخويف، وعلى قتل الآخر المختلف في العقيدة أو فرض الجزية عليه.
في المدن السورية الأخرى كنا نقرأ عن تدمر وعن ملكتها والقصص التي تدور حولها في المقررات الدراسية لكن باختصار، ولم تكن الرحلات المدرسية كافية لفهم عظمة هذه المدينة التي لا يجوز إفرادها الآن لأنها تشكل حلقة في المأساة السورية مع المدن الأخرى التي تعرضت آثارها للسطو أو التدمير وفُككت معاملها وبيعت خارج الحدود، ودُمرت بيوتها أو نُهبت وبيعت في الأسواق السورية نفسها.
قال أحد السوريين واصفاً الجماعات الإسلامية في سوريا بأنها “تقاتل من أجل شيء ما، من أجل عقيدة، أما نحن اليساريين والعلمانيين فنحتاج إلى مشروع دولة مدنية أو علمانية كي نقاتل من أجله". قد تكون هذه العقيدة التي يقاتل من أجلها الإسلاميون يوتوبيا إسلامية، دولة خلافة تحقق ما يطمحون إليه، أو دولة الأغلبية السنية كما يقول قادة الجماعات الإسلامية التي تحارب النظام في حواراتهم مع قناة الجزيرة. إذاً ثمة مشروع يقاتلون من أجله، حتى وإن كان هدفهم الأساسي هو كرسي السلطة، وإن كانوا لا يملكون حلاً لكل السوريين، ولا يمكن التعويل عليهم كمحررين، كما يفعل كثير من المثقفين الموهومين. لكن من أجل ماذا يقاتل الجندي النظامي؟ هل من أجل العلمانية؟ هل من أجل مستقبل أفضل لأطفال سوريا؟ هل من أجل أمن السوريين القومي؟ هل من أجل برنامج اشتراكي يعكس الشعارات التي رددتها أفواه المصطفين في الأرتال لعقود؟ هل من أجل حماية الحدود التي لم تعد موجودة؟
يقول كثيرون إنها حرب عالمية تُشنّ الآن على الأرض في سوريا، قد يكون هذا صحيحاً، لكن التسلط والقمع والإقصاء أشعلوا فتيلها في حارات مدن ملوثة بالفقر والبطالة والجهل والتهميش والمكبوت التاريخي الذي انفجر الآن ووصلت حممه إلى تدمر في شكل غزاة يفرضون نمط تدينهم بالسيوف والرصاص والقذائف والأحزمة الناسفة، مستعدين أن يفجّروا أنفسهم في أي مكان، وفي أي شيء، في عملية قتل أنانية طمعاً بالجنة، أنانية لأن مفهوم الشهادة أنبل وأكثر إنسانية لأن الشهيد الحقيقي هو الذي يموت من أجل خير البشر كلهم.
فور احتلاله لتدمر سيطر التنظيم على الثروات وعلى الفضاء الاجتماعي وبثّ رسالته الأولى مفجّراً سجن تدمر غير أن تفجير داعش للسجن لا يكتسب بعداً رمزياً أو أهمية تُحسب للتنظيم، فهو لا يحتاج إلى السجن لأن معادلة العقاب عنده واضحة: إما أن تخضع أو تُقتل، وتُسْبى وتُفرض عليك الجزية، ولكنك لا تُخيَّر في حالات معينة معروفة. ولا يحتاج داعش إلى السجن، ولم يكسب شيئاً من تدميره، ولم يصفق له إلا أتباعه، والمخدوعون به، غير أن الأمر المؤلم والمخيّب هو أن هذا السجن، الذي شكّل وصمةَ عار في تاريخ سوريا الحديث، والذي سُجن وصُفّيَ فيه كثير من المعارضين للسلطة من مختلف الانتماءات، دون أن يمتلكوا فرصة المثول أمام قضاء حقيقي ونزيه دُمِّر على يد تنظيم إرهابي يؤدي ممارسات العقاب والتصفية علناً أمام الجمهور، في ساحة عامة أو مسرح أثري، أو في بقعة صحراوية أمام خنادق الدفن، أو في أقفاص الحرق. وتتنوع أشكال امتهان كرامة الإنسان كأن يُطلب منه أن يحفر قبره بيديه، أو أن يحمل رأساً مقطوعاً ويُقال له هذا ما سيحصل لرأسك، أو يُربط إلى عمود ويُرمى بقذيفة تفتّت جسده، وقد يُطلب من أطفال مجندين القيام بالذبح أو تسليم أداة الذبح للجلاد وغير ذلك من التفاصيل المشهدية التي تهدف إلى بث رسائل إرهاب وترويع يريد التنظيم تعميمها خدمة لأهدافه.
إن العقاب داخل السجن يتم بعيداً عن الأنظار ولا يعرف الناس ما يجري إلا من خلال روايات السجناء أو شهاداتهم، أو من خلال صور مهربة، وأحد أهداف إذلال الجسد بالعقاب والحجز الطويل هو بثّ رسالة عبر جسد السجين الضحية إلى الكتلة الاجتماعية الأكبر كي تتدجّن وتمتنع عن معارضة السلطة أو الدخول في تنظيمات محظورة، أما العقاب الداعشي فيتم أمام الكاميرات، ويُصوّر كي يُبثّ وتراه الأمة كلها كي تصلها الرسالة بأن حكم الشريعة لا يُطبّق إلا بالسيف، وكي يرهب ويروّع سكان المدن التي يغزوها التنظيم، لإركاعهم وإخضاعهم، لأنه لا يمتلك وسيلة أخرى، وحتى الإسلام الذي يبشّر به غير مقنع وغريب عن البيئة السورية، وهو مفروض بالسيف والكلاشنكوف والحزام الناسف والعمليات الانتحارية. لكن الجوهر واحد في النهاية، فما يجري داخل الأقبية وحشيٌّ ومدان مثله مثل ما يجري علناً ويُنشر في الإعلام الاجتماعي.
استطاعت وحشية داعش أن تستنهض وحشية أعدائها الذين صاروا يحاكون التنظيم الإرهابي في بتر الأعضاء وقطع الرؤوس وحرق الأحياء، وقد تحكمت الغرائز بكل الأطراف وحولت البعض إلى وحوش كاسرة، بل تجاوزوا وحشية الغابة لأنهم يوظفون عقولهم في استخدام الأدوات بالطريقة التي تجعل ممارسة الوحشية أكثر إذلالاً وإيلاماً وامتهاناً لكرامة البشر.
كان السوريون يأملون أن تُغلق سجون كهذه أو تُمحى عن وجه الأرض، ليس على طريقة القذافي أو داعش، بل في إطار دولة علمانية، مدنية وديمقراطية، دولة الحقوق والواجبات والمساواة أمام القانون، دولة حرية التعبير وحرية الصحافة، دولة العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، دولة تعدد الأحزاب وتعدد الصحف، ولكن يبدو أن هذه الدولة حلم عصيّ والطريق إليها مجلل بالصعاب، رغم أن ما يجري من حروب ودمار وتوحش يجب أن يعزز الحلم بهذه الدولة كي تشكل الخلاص من كل أثقال الماضي.
كان هناك لامبالاة بالسجون في سوريا في العقود الأخيرة، ولم يتعب كثير من الكتاب والمثقفين أنفسهم بالتضامن مع زملائهم. ربما لم يكن الأمر مقصوداً، بل قد يكون ناجماً عن الخوف من مواجهة المصير نفسه، وعن ضعف البعد القيمي والأخلاقي الإنساني الذي يصقل المثقف وينمي فيه حس التضامن مع أبناء مجتمعه ومع بني البشر في كل مكان فيتضامن معهم ويدافع عنهم ضد الظلم والتمييز والسجن والتعذيب أو أية ممارسة قمعية. ولا يمكن تبرير غياب إحساس التضامن الأخلاقي بمعاناة الآخر في أي بلد كان فكيف وهو ابن بلدك؟ ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يغيب هذا العذاب الذي فُرض على كثيرين في أقبية السجون، وهذا الامتهان لكرامتهم، من الخطاب الثقافي السوري كما لو أن الضمير ثلاجة، أو كما لو أن الضمير مصنّع بحيث يمكن أن يشعر بوخز على ضحايا أو سجناء من خارج الجغرافيا.
يثير تدمير داعش لسجن تدمر أسئلة عن الثقافة في سوريا في ظل الحرب أيضاً. أراح كثير من المثقفين أنفسهم من اتخاذ أي موقف، وقد لجأ قسم إلى الصمت محتجين أنه لا يمكن الاصطفاف مع أي من الأطراف المتصارعة، وأشار آخرون إلى المؤامرة وتدفق الجهاديين عبر الحدود، فيما راهن قسم آخر على انتصار التوجه العلماني لدى الجيش الحر ولم يغير موقفه حين همّشه الإسلاميون وهيمنت جبهة النصرة القاعدية ضمن جيش الفتح على المشهد. ولم يخجل كثيرون من رهانهم العلني على التيارات الإسلامية المتشددة وإضفاء صورة غير حقيقية عليها.
تتواصل الحرب الخطابية، فيما السوري يُقْتل ويُشرد ويُسْجن ويُعذَّب ويدفع إلى خيارات متطرفة ويتم اغتياله في الشارع، ويتم القتل بسباق في البربرية وبمباهاة في عرض الجثث. ثمة بعد بصري مشهدي في الحرب السورية، يدفع المشاهد والمراقب إلى العجز عن التعبير، يقف على حافة النطق، محتاراً أية كلمات يستخدم. وفي مشاهد أخرى أكثر بربرية يُشاهد البرميل المتفجّر وهو يحوّل البنايات إلى أشلاء وغبار وتتكدس الجثث سجينة تحت الركام، يُشاهد آباء يخرجون أبناءهم القتلى من الركام، يُلمح اليأس على وجه الكائن السوري بين الأنقاض، تُلمح الأشلاء الدامية، يُرى البوط العسكري يدوس على رأس مقطوع أو على سجين. يرى الناظر مصورين يتباهون بتصوير جثث الجنود مرددين: “تحت كل شجرة زيتون جثة”، في “داخل الشاحنة جثث لا نستطيع عرضها احتراماً لمشاعر الناس”، لكن الكاميرا تسبق كلمات المراسل وتعرض بسرعة أشلاء محترقة، ثم يأتي مراسل آخر ليقول “تحت كل شجرة كرز جثة”. يرى المشاهد مراسلين يعرضون الجثث كما لو أن منظرها يمدهم بالحياة، ويرى جثة قتيل مخترقة بقذيفة ما زالت فيها كأنها رمح بدائي، وآخرين مثقبين بطلقات الرشاشات الثقيلة والذباب يغف على وجوههم. يرى عرضاً للجثث في صناديق السيارات المكشوفة في شوارع المدن، يرى صوراً مهربة لأشخاص تمت تصفيتهم في السجون. من الواضح أن القتل صار عملية تشف وانتقام، هدفاً قائماً بذاته. ثمة تأليه للقتل، صار أفيون المتحاربين، الذين يدمرون سوريا.
ثمة الكثير الذي يجب أن يتم التوقف عنده انطلاقاً من تدمير سجن تدمر على يد تنظيم إرهابي قرر أن يبني مكانه مدرسة شرعية ومسجداً كما أُشيع، ويجب ألا يقتصر الأمر على إدانة تاريخ المراقبة والعقاب في سوريا، بل يجب أن تتم عملية جرد للمجازر وللأعمال الوحشية المرتكبة من قبل الأطراف كلها، وهنا أنا غير معنيّ بالذين يضعون القوائم وفق إملاءات معينة أو ينصّبون أنفسهم قضاة وهم طرف في معادلة القتل، بل بالكتاب والمثقفين وكيف ينظرون إلى هذه الأمور، كيف يخرجون من أسر الإيديولوجيات المتصارعة، ويعلنون الحقيقة مهما كانت تكلفة ذلك، نحن بأمس الحاجة إلى هذا الآن، في الوقت الذي تتدحرج فيه سوريا نحو الهاوية.
سقطت تدمر، ولا ندري ما الذي سيسقط بعدها، وقبل كل شيء سقطت الإيديولوجيات القومية واليسارية والشعارات وأشكال التدين الزائفة، وثمة من يبتهجون من أن القتلة يتمدّدون وسيصلون إلى معاقل أخرى وينتقمون، متناسين أنهم أيضاً سيكونون هدفاً وسيغرقون في الرمال المتحركة للكارثة التي تشمل أراضي سوريا كلها.
ثمة فراغ لا بد من ملئه، سوريا بحاجة إلى مشروع حضاري مدني، إلى برنامج للنضال من أجله، كي يعرف من يعارض التيارات التكفيرية، ومن يعارض الدكتاتورية العسكرية، أنه يقاتل من أجل هدف أسمى، من أجل سوريا علمانية وديمقراطية وتعددية للجميع، وليس للأغلبية أو الأقلية أو من أجل المحاصصة أو لأصوليين متطرفين مدججين بالأسلحة، أو لإطالة عمر الدكتاتورية.
هل من طريق يضيئه أبناء تدمر الحقيقيون، أبناء سوريا كلها، الذين لا يسقطون في فخ العصبيات أو الهويات "القاتلة"؟ هل ستتمكن الحنجرة السورية من أن تولّد صوتاً جديداً مُوَلّفاً من الأصوات السورية كلها، ينقذ تدمر وباقي المدن السورية؟
أم أن الأعمدة ستنهار على الجميع، ويُقال في المستقبل: ثمة آثار هنا لبلاد اسمها سوريا، دمرها أبناؤها بأسلحة الحداثة.